Friday, October 21, 2011

تابع

أخذت سيارة أجرة وتوجهت إلى مقر الجامعة حسب العنوان الذي سبق لمندوبة الجامعة أن أرسلته لي، حيث يقع المقر في وسط المدينة التي تبعد عن الفندق حوالي 20 كيلومترا، رغم أن صاحب الفندق قد نصحني مشكورا بإستخدام الميترو الذي يقع على بعد مسافة قصيرة، حتى أنه اقترح علي إستخدام الباص أو الترام او (التروماي) بالمصري حتى محطة الميترو إن كنت لا أستطيع المشي، لكنني لم أشاء المغامة في مدينة لا أعرفها، وبصحبتي طفلتي الصغيرة.
 فوجئت عند وصولي بأن المسئولة عن الطلبة العمانيين و التي كان علي مقابلتها متواجدة في فرع الجامعة الذي يقع بالقرب من الفندق مباشرة، وهذا ما يجب على من ينوي السفر إلى ملبورن الانتباه له، بالتأكد من عنوان الكلية التي يدرس فيها فأغلب الجامعات لديها أكثر من مبنى موزعة على عدة أحياء، تمالكت نفسي في تلك اللحظة التي بلغ بي الغضب فيها مداه، ولكني لم أشأ أن أرهق أعصاب طفلتي أكثر مما هي مرهقة، فأخذت القطار من محطة شارع فلندرز الذي أرشدتنا إليه موظفة الجامعة بعد أن أخذنا جولة قصيرة في الشارع الذي يقع فيه مبنى الجامعة، إذ أن كلية الإدارة والمالية التي أنا بصدد الدراسة فيها تقع في هذا المبنى، حتى اتعود على المكان من حولي، للأسف لم أكن حينها أعلم باالترام السياحي المجاني الذي ينطلق من أمام الجامعة و يأخذ السياح في جولة مدتها نصف ساعة حول مركز المدينة، شبيه بباص السياح المجاني في أوروبا، فهذه فكرة جيدة لمن يريد استكشاف الأماكن و من ثم العودة إليها في وقت آخر، وإن كان بالامكان التوقف في كل محطة، و التجوال فيها ثم العودة للباص للإنتقال للمحطة التالية، على كل حال لم أكن سائحة، و سيكون لدي متسع من الوقت للتجول في ملبورن..وهو ماقمت به فعلا.

وجدت فرع لبنك الكومنويلث أمامي فدخلته، فتحت حساباً لايداع المبلغ الذي كنت قد أحضرته معي من عمان، خشية أن أتعرض للسرقة في هذا البلد المجهول بالنسبة لي تماما، كنت حريصة ألا أضع نفسي في مأزق، و أشمت فيني العذال، فقد كنت مدركة بأن الكثيرون ممن حولي كانوا يستنكرون علي هذا القرار بالسفر إلى نهاية العالم وحدي مع طفلتي، وإن لم يقلها أحد أمامي صراحة، خاصة وأن استراليا كانت حديثة العهد بإستقبال الطلبة الخليجين، وكان عدد العمانيين في ملبورن يعد على الأصابع.

2 comments:

  1. بالتوفيق حمده ستتعودين ع كل شي هناك تحتاجين القليل من الصبر والجد

    ReplyDelete