Tuesday, December 6, 2011

تاااااااااااااااااااااااااابع


أفضل الأوقات عندنا عنما يأتي أحد أفراد أسرنا من عمان لزيارتنا، حيث تزيد العزومات و التجمعات و الرحلات التي نتجرأ فيها و نخرج من ملبورن، وكانت أفضل هذه الزيارات على الإطلاق عندما زارنا والدا زميلتنا المهندسة، التي اعتمدت علي في إعداد برنامج زيارات متنوع لهما في ملبورن و مدن فكتوريا القريبة

أغلب البرامج السياحية التي أعدها تبدأ  طبعا من وسط المدينة ، لأن غالبية المعالم السياحية و المطاعم و اماكن الترفيه  تقع على ضفاف نهر اليارا الذي يقسم ملبورن إلى نصفين و يشكل مكان رائع جدا للمشي على ضفافه حيث تتوزع المطاعم والمقاهي على طول الطريق، و ملبورن تتميز بالتنوع في المطاعم، ومن أجمل الفنادق فندق كراون وهو خمس نجوم على ضفة النهر مباشرة و به مركز تسوق و مطاعم،


و هي مدينة الحدائق و الكنائس الجميلة لمن يشاركني هواية المشي وسط الزهور والمباني التاريخية، و التسوق أيضا متنوع أنصح بالمشي كثيرا في شارع سوانستون وعدم التسرع في الشراء قبل إنهاء الجولة لأنك قد تجد فرص أفضل، توجد على سوانستون أيضا المدينة الصينية أو
China town وهي على غرار المدن الصينية الأخرى المنتشرة في العالم، توجد أيضا في وسط المدينة الإيطالية و المتاحف بأنواعها، يمر بوسط المدينة ترام قديم تم ترميميه و يمكن أن ينقلك مجانا في جولة حول وسط المدينة ويمكن النزول في المحطة التالية والتجول مشيا ثم أخذ الترام مرة أخرى.

خارج ملبورن توجد الكثير من المعالم السياحية كجزيرة
Philip Island التي يمكن لك من خلالها مشاهدة البطريق و الكنغرو و الكوالا وكافة الحيوانات البرية الاسترالية، ذهبا لها ضيفانا وحدهما إذ لم يتسنى لنا مرافقتهما بسبب ظروف الدراسة، كما أنهما بعد فترة تعودا على التجوال وحدهما في المدينة ولم يعودا بحاجة لمرافقتنا..

و يعتبر ـGreat Ocean Road من المعالم التي لا بد من زيارتها  أيضا، و كذلك مناجم الذهب في مدينة Balart حيث يمكنك تجربة حظك في تجميع الذهب بالوسائل التقليدية و مشاهدة طريقة تصنيعه أو مجرد المشي في هذه المدينة التي احتفظت بطابعها القديم و أخذ صور بالأبيض والأسود مع بعض الشخصيات بالزي التقليدي.
 أيضا من الأماكن التي يجب ألا تفوت Dandenong Mountains  حيث بالإمكان ركوب أقدم قطار يعمل بالبخار في استراليا والمسمى بـ Buffing Billy في جولة وسط الغابات البكر، كنت أتمنى لو أنني أتذكر المطعم الذي تناولنا غدائنا فيه كوني تناولت أجمل طبق باستا بالصلصة البيضاء والمأكولات البحرية مع حلقات الكلماري المقرمشة، وهو مطعم صاحبه لبناني مسلم يقع في القرية المطلة على محطة القطار، إذ ما زلنا كلما اجتمعنا أنا و البنات نتذكر صحن الباستا ذاك، و كنا قد زرنا الجبل حقيقة مرتين، مرة بصحبة والدي زميلتنا حيث ذهبنا عن طريق الميترو، و المرة السابقة كانت رحلة عائلية، استأجرنا خلالها باصا من إحدى شركات السياحة بدون سائق،  وكانت أيضا من الرحلات التي لا تنسى، لأن الشلة كانت كبيرة هذه المرة و متعدة الأجناس و الأعمار الأمر الذي نتج عنه الكثر من المواقف و الذكريات الطريفة...


أيضا من الأماكن التي أعجبتني شخصيا ً
Whereby والتي يوجد بها قصر كبير لواحد من أوائل المهاجرين الإنجليز لاستراليا الذي حول إلى متحف و تم الاحتفاظ بجميع مقتنيات ساكنيه فيه، حيث بإمكان الزائر التجول فيه و الإطلاع على نمط حياة الاستراليين في تلك الفترة كما توجد بالقصر حديقة جميلة و بالقرب منه توجد حديقة الزهور.

أغلب هذه الأماكن ذهبنا إليها عن طريق الميترو الذي كما سبق و أن ذكرت سهل الإستخدام جدا و مريح بخطوطه الثلاثة (الأحمر و الأصفر و الأزرق) التي تغطي المدينة باكملها، أو عن طريق المكاتب السياحية المنتشرة بكثرة في ملبورن

Wednesday, November 30, 2011

تاااااااااااااابع

و على كل حال يمكن تقسيم العمانيات في ملبورن إلى ثلاثة فئات، فئة طالبات الدراسات العليا أمثالنا، و أغلبنا كنا نعيش في فوتسكري، حيث البيوت ذات الطابق الواحد، و التي تقع في حي هادئ و فيها سور في الغالب حتى يكون متنفسا للأطفال للعب فيه..
و هناك مجموعة طالبات الدراسة الجامعية من الخريجات الجدد، و يقطن في المدينة، ولم التقي بهن شخصيا إلا مرة واحدة، عندما جاء لزيارة ملبورن وزير التعليم العالي أنذاك..باستثاء من قصدنني طلبا للمساعدة عند بداية وصلهن لملبورن
وهناك شلة شارع سدني من الزوجات اللائي جئن برفقة أزواجهن، و شكلن حيا عمانيا مصغرا إلى جانب الأحياء العربية الأخرى في شارع سدني، حيث يستطيع الرجل التجول بالدشداشة و الكمة دون أن يلاحظه أحد، و تستطيع النساء التجول بصحون الفوالة، و النقاب دون أن يلفتن إنتباه أحد، و اغلب هؤلاء من الملتزمين دينيا، أو المطاوعة، و كنا نخشى كثيرا الاختلاط بهم في تلك الفترة، التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، لأن عيون الهجرة الاسترالية كانت على الملتحين، و المنقبات، خاصة وأنهم كانت لديهم الكثير من التجمعات العائلية كأسر، و يتجولون كما ذكرت بالملابس التقليدية، كنا حريصات خاصة نحن الطالبات، أن لا نثير المشاكل، أو نلفت الانتباه إلينا، لم نكن نشارك في التجمعات، وكانت أغلب مشاويرنا معا..
ذهبت لشارع سدني شخصيا مرات تعد على الأصباع، للتبضع من محلات الأغذية العربية هناك، ومرة في رمضان للإفطار في المطعم العربي الشهير هناك..مع المجموعة
كانت حياتنا مقسمة بين الجامعة و رعاية الأطفال أثناء الأسبوع، حيث كنت أستيقظ باكرا لأهيئ ابنتي للمدرسة، وكان من حسن حظي أن مدرستها قريبة، فكنت أخذها مشيا، و أعود لإعداد وجبة الغداء، إذ كنت أحرص على اعدادها يوميا، و طبعا في الغالب تكون عيش، و ساعد مجمع استراليا المتعدد الأعراق  في أن نتمكن من الحصول على كل المنتجات الغذائية التي نستخدمها في عمان عادة..
بعدها أذهب إلى محاضراتي ثم أعود لأخذ طفلتي من المدرسة، و أحمدالله سبحانه أن جدول محاضراتي كان في الفترة الصباحية، وكل المحاضرات كانت أثناء تواجدها في المدرسة، الأمر الذي لم أضطر فيه إلى الاستعانة بأحد لرعايتها سوى أيام الامتحانات، في حين تخصص الفترة المسائية للمذاكرة وكتابة البحوث، و رعاية الأطفال ..
لهذا عندما تحين إجازة نهاية الأسبوع، تعتمد علي الأخوات لإعداد برنامج ترفيهي، يؤخذ فيه في الإعتبار أنشطة للبنات، و تتضمن البرامج المجمعات التجارية طبعا حيث كنا نختار مجمع مختلف كل أسبوع، و يجب أن تتضمن الزيارة تجربة طعام جديد بالنسبة لي..
أحيانا كنا نأخذ أكلنا معنا و نذهب إلى الحديقة القريبة من المنزل، وهي حديقة طبيعية ضخمة، تحتوي على عشرات الأشجار و الزهور بأحجام وألوان وأشكال مختلفة، و تقع على ضفة النهر مما يتيح للبنات الأكبر سنا ركوب الدراجات و التزلج بالسكوتر، فيما نجلس نحن الأمهات نراقب الوضع حول (غنجات) الفطائر و السندويتشات حال المغتربين في كل مكان على مايبدو، إذ كان شكلنا شبيه بشكل الوافدين الذين نراهم في حدائق مسقط وشواطئها..
لم تخلوا الجولات طبعا من زيارة للمتاحف، و المعارض الفنية، و العروض الفنية التي تقام في الشوارع، وهي ظاهرة تنفرد بها ملبورن ذات العرقيات المتعددة..
أحيانا كثيرة تقام الفعاليات في شقة أحدانا، و في هذه الحالة تكون المنافسة على أشدها بين عضوات الفريق في إظهار مهارات الطبخ، الذي كنا كلنا تقريبا في  نفس المستوى فيه، وإن اختلفت التخصصات، كنت أستمتع جدا بهذه الجلسات، لست أدري لماذا لكن الألفة بين الناس تزداد كثيرا في الغربة، كما يزيد التقارب بين الأفراد، إذ لا أعتقد بأنه كان من الممكن أن نكون بهذا التقارب لو أننا التقينا في عمان..
و قد ساعدت هذه اللقاءات في تخفيف حدة الاحساس بالغربة لدينا، إذ شكلنا درع حماية لبعضنا البعض، و فريق دعم، وعندما كانت إحدانا تضعف تحت وطأة الغربة والمسئولية، كنا نخفف عنها و نساندها...
تظهر ايضا الغربة قدراتنا الخفية، التي لا يتسنى لنا معرفتها و نحن في وسط أهلنا، فقد مررنا بكثير من الظروف لكننا تجاوزناها معا...
عدد من العضوات حملن وهن في استراليا، فكان علينا أن نرعاهن، ونقوم بدور الأم..
شهدنا بعض الولادات التي كانت مناسبات تستحق الاحتفاء..وشهدنا زيجات حديثه، و أفراحا و أتراحا عدة تجاوزنها كفريق..

Saturday, November 19, 2011

تااااااااابع

الموضوع يعتمد على الرغبة وحب الاكتشاف، الغريب في الأمر أنني رأيت الكثيرين يأتون إلى ملبورن و يغادرونها دون أن يتجولوا فيها، فتجد مشاويرهم لا تتعدى الجامعة، و السكن، و ربما الشارع القريب منهم، فهم لا يملكون الفضول و حب الاكتشاف على ما يبدوا، والبعض يتحجج بأنه لا يعرف، والآخر بأنه لا يملك صحبة و لا يحبذ بالتالي التجول وحده..

قليلون من لاحظت بأنهم يحاولون إكتشاف المدينة، و القليلون جدا من سافر خارج ملبورن، باستثناء من لديهم أهل أو أصدقاء في مدن مجاورة..

بالنسبة لي الأمر مختلف تماما، فأنا أحب جدا السفر و الترحال، يستهويني الاكتشاف، و المشي في شوارع المدن، أكثر ما أحبه هو العمارة، خاصة القديمة منها، أحب الكنائس و دور العبادة بشكل عام، و تمتلك ملبورن الكثير منها، وقد أتاح لي موقع الجامعة و توقيت محاضراتي الوقت الكاف للتسكع في شوارعها، و إكتشاف معالمها، حتى أصبحت خبيرة فيها، و تحولت بعد بضعة شهور إلى دليل سياحي للبنات، اللائي يشاركنني إهتماماتي – ولم يكن كثيرات - ...

لم تمض أسابيع حتى بدأت طالبات الدراسات العليا يتوافدن على ملبورن، و قد جعل وصولي المبكر و فضول الاكتشاف عندي، و شخصيتي المستقلة أن أسحب البساط من تحت الدكتور، و أتحول إلى زعيمة ومرشدة للطالبات اللائي كن يرسلن إلي من قبل الجامعة أو الطلبة العمانيين، و تحول بيتي في غضون أشهر إلى (البيت الكبير) الشبيه ببيت جدتي في الاجازات و المناسبات، فقد كان ملتقى للطالبات و أطفالهن، حتى أنني تبرعت بعد مدة أن أقوم بدور الجليسة لطفلة إحدى الزميلات، أثناء محاضراتها، وكان وجود طفلة في البيت في الحقيقة تجربة ممتعة، أشعرني وجودها بجو أسري افتقده، كما كانت طفلتي تتسلى بوجودهها ..

لكن بشكل عام كانت جميع الطالبات يأتين في البداية طلبا للمأوى أو النصيحة، لكن ما يلبثن أن يذهبن ولا أعود أراهن مرة ثانية، خاصة بنات البكالريوس، بسبب فارق العمر الذي بيننا، هذا فضلا عن أنني بطبعي إنتقائية جدا جدا في إختلاطي بالناس، وكانت شلتي الرئيسية تتكون من أربع سيدات، اخترتهن بعناية فائقة، كونهن متقاربات في السن تقريبا مني من جهة، وكونهن أيضا متقاربات فكريا معي و يشاركنني إهتماماتي، وما زلنا حتى يومنا هذا صديقات.
تتكون المجموعة من محاضرة في جامعة السلطان، ومهندسة من عمانتل، ومحاضرة من كلية التمريض، ومدرسة من وزارة التربية) اثنتان منهن جئن مع أسرهن و المكونة من الزوج وطفلة واحدة، و واحدة أخرى مثلي جاءت مع طفلتها)، لم يكن من بين الطالبات من عندها طفل ذكر، حتى من الطالبات اللائي لم يكن من ضمن مجموعتنا أو انضممنا إلينا في وقت لاحق، أو تعرفنا عليهن في مناسبات متفرقة..كان ذلك الموسم موسم الاناث، كما كنا نتندر به بيننا..فقد انضمت إلينا بعد مدة سيدة جاءت بصحبة اثنتان من بناتها واحدة في عمر ابنتي و الثانية أصغر بقليل..

Saturday, November 12, 2011

تابع

كانت الشقة ملاصقة تماما لشقة الدكتور و عائلته، التي من حسن حظي وربما بفضل دعوات والدتي اطال الله لي في عمرها تتكون من ثلاث بنات تتقارب أعمارهن من عمر بنتي، فتكونت بينهن صداقة على الفور، الأمر الذي أزاح عني هم رعايتها أثناء تواجدي في الجامعة، لقد شعرت بأن عائلة الدكتور هبة من رب السماء، و نعمة مازلت أحمد ربي عليها حتى اليوم، فقد أصبحت عائلتي الثانية هناك.

كانت الشقة ذات الطراز القديم، مثالية أيضا و بشكل خيالي، فقد كانت ملكا لممرضة اضطرت للسفر إلى أوروبا للعمل، وكانت قد اشترتها للتو و عملت لها صيانة شاملة، وكنت أنا أول من سكنها بعد الترميم، وهي مكونة من غرفتي نوم وصالة كبيرة وتقع على بعد خطوات من مدرسة إبنتي ، كما كانت قريبة من المركز التجاري الذي تقع بالقرب منه محطة القطار، على بعد خطوات أيضا يقع فرع الجامعة الذي يقع فيه القسم المسئول عن الطلبة العمانيين، و على بعد خطوات من نهر الراي و الحديقة الطبيعية، كما قلت كان الموقع إستثنائيا فعلا.

صحيح أن كليتي بعيدة نسبيا، لكن توجد محطة ميترو مقابلة الجامعة تماما، وكان فرصة بالنسبة لي لإكتشاف وسط المدينة بين المحاضرات..

فموقع الجامعة (جامعة فيكتوريا) يقع في قلب المدينة مباشرة، و على بعد خطوات من محطة فلندرز للميترو و القطار الذي يربط ملبورن ببقية مدن ولاية فكتوريا، والتي تعد ملبورن العاصمة لها، و أيضا يقع بالقرب منها نهر الراي، الذي تعج ضفافه بالمقاهي التي تشتهر بها ملبورن، و المطاعم بشتى أنواعها، في جلسات رائعة حقا، و أجواء لا تنسى، كما يقع على ضفة النهر الكثير من المعالم السياحية، والمتاحف، و مراكز الترفيه...

و تقع الجامعة في قلب منطقة التسوق في ملبورن و التي تضم محلاتها أرقى و أشهر الماركات العالمية، بالاضافة إلى الماركات المحلية...

لا يتطلب إكتشاف المدينة وسائل نقل في أغلب الأحيان إذ يمكن الوصول إلى أغلب الأماكن مشيا على الأقدام لمحبي المشي أمثالي، أو الانتقال عن طريق الباصات أو الميترو أو الترام، حيث تمتلك استراليا أحد أفضل شبكات المواصلات في العالم، و هي سهلة الاستخدام جدا...

Wednesday, November 2, 2011

تابع

وبعد اشهر من وصولي انضممت إلى نبيل و الدكتور في العناية بالبنات العمانيات، التي كانت مسئولة الطلبة العمانيين ترسلهم لي
 المهم وعد الرجلان بأن يكونا في مكتب الجامعة بعد ربع ساعة فهما على بعد خطوات فقط كما ذكرا، امتدت تلك الربع ساعة إلى ساعة ولم يظهر الرجلان، وكانت طفلتي قد نامت على الكرسي من فرط الاعياء، فأشفقت على ما يبدو علينا السيدة و طلبت منا الذهاب للفندق و سترسلهم للقائنا هناك،وهكذا كان، جاء الرجلان بعد وصولنا للفندق بساعة.

كان رؤية عمانيين في هذه القارة النائية يعادل رؤية أحد أفراد اسرتي، فقد سررت بوجودهما بشكل كبير، شعرت بالأمان و الاطمئنان لمجرد معرفتي بوجودهما، فأنا بشكل عام سيدة لم أتعود الاعتماد على الغير في تسيير أموري (حرمة عن مية ريال) كما كات والدي رحمه الله يحب أن يقول مفاخرا بي أمام الناس، لكن يبقى للغربة رهبتها.

أرسل لي الدكتور زوجته و أولاده بعد لقائنا ذاك، حيث دعتنا الزوجة لتناول الغداء في شقتها المجاورة للفندق، فقبلت الدعوة على الفور وهو مالم أندم عليه أبدا، فقد أكلت ألذ بشباشة عمانية بسمك سلمون استرالي ، وما زال طعم السلمون ذاك حاضرا في ذاكرتي، وهذه دعوة للطلبة العمانيين هناك بأن يجربوا بشباشة السلمون، و مجبوس السلمون الاسترالي الطازج المتوفر بأسعار زهيدة هناك، في حين لا يتسنى أكله إلا من قبل(الراهين) عندنا.

الحقيقة أن السيدة كانت في غاية اللطف حيث عرضت علي الاهتمام بطفلتي حتى أنهي إجراءات تسجيلي بالجامعة و تهيئة السكن المناسب، و امتدت خدماتها إلى تعريفي بأماكن شراء أغراض المطبخ و المونة الغذائية الشبيهة بما نستخدم في عمان، مثل البهارات، والعيش البسمتي، والفول والحمص.....الخ

أخذتني أيضا لسوق الفيتناميين الشبيه بسوق السيب عندنا، حيث تتوفر الفواكه و الخضروات بأنواع لم أرى مثلها في حياتي، و باسعار تقل كثيرا عن أسعار المحلات الأخرى، كما يتوفر فيه السمك بجميع أنواعه، بما فيها الأسماء المجففة التي تشبه العوال و القاشع عندنا...

من حسن حظي أيضا أنها جائتني معها أيضا بالسكن، وهو أمر وجدته اشبه بالمعجزة، فلم تكن مسألة العثور على سكن بالأمر الهين، خاصة بالنسبة لذوي البشرات الحنطية أمثالي كما عرفت من الطلبة بعد ذلك، إذ يشتبه أصحاب المكاتب العقارية في كوننا هنود، والهنود غير مرغوب فيهم كمستأجرين، نظرا لتهربهم من دفع الإيجارات و إساءة إستخدام العقار، إضافة إلى عدم التزامهم بقوانين تنظيم العلاقة بين الملاك والمستأجرين.

Wednesday, October 26, 2011

تابع

في مكتب السيدة التي كانت مسئولة عن شئون الطلبة العمانيين في الجامعة تبين لي مدى تخلف هذا الجزء من العالم مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة أو حتى بريطانيا، لم يكن هناك أي إستعداد لاستقبالي، ولم تكن السيدة التي يحمل بريدها الإلكتروني مالايقل عن 15 رسالة مني على علم بموعد وصولي، ولم تستطع مساعدتي في الحصول على مقر للسكن ولكنها على الأقل إستطاعت الإتصال بأحد الشباب العمانيين ليقوم بالمهمة نيابة عنهم، واكتشفت بعدها أن الطلبة هم من يقوم مقام قسم رعاية الطلبة الأجانب من إستقبال الطلبة الجدد ومساعدتهم على إيجاد السكن وحتى تقديم المشورة فيما يتعلق بتسجيل المواد، علما بأن وزارة التعليم العالي تدفع للوكالة الإسترالية للتدريب والتعليم مايقارب 800 ريال عماني عن كل طالب مبتعث عن طريق الوزارة لتقديم الدعم والرعاية للطلبة، إلا أنني قضيت مايقارب السنتين في ملبورن دون أن أرى أياً من موظفي الوكالة، وحتى بعد أن اتصلت بهم صباح اليوم التالي لوصولي تنفيذا للتعليمات التي حصلت عليها من عمان، لم يزد رد موظف الوكالة - اللباني الجنسية - عن تمنيات بقضاء وقت طيب في استراليا، وماعدا ذلك قمت بعمل كل شيء بنفسي إبتداء من التأمين الصحي وإنتهاء بالتسجيل في الجامعة وبعون من بعض الطلبة العمانيين.
بالنسبة للفترة التي كنت فيها في ملبورن، كان هذا الدور يقوم به كل نبيل و الدكتور صالح وهما الشخصان التي اتصلت بهما لمساعدتي، و نبيل هذا شاب خدوم إلى أبعد الحدود، أخذ على عاتقه القيام بمسئولية رعاية الطلبة العمانيين الجدد، فكان يستقبلهم في المطار، ويساعدهم في البحث عن السكن الملائم، و يأخذ بيدهم حتى يشبوا عن الطوق ولا يعودوا يذكرونه إن رأووه في مكان بعد عدة أشهر، أما الدكتور (لم يكن دكتورا بعد بل طالب دكتوراة) فقد كان كبيرهم، و الشخص الذي يلجأوون له طلبا للنصح والمشورة، وهم رجل شهم و على قدر كبير جدا من الإحترام و دماثة الأخلاق.

Friday, October 21, 2011

تابع

أخذت سيارة أجرة وتوجهت إلى مقر الجامعة حسب العنوان الذي سبق لمندوبة الجامعة أن أرسلته لي، حيث يقع المقر في وسط المدينة التي تبعد عن الفندق حوالي 20 كيلومترا، رغم أن صاحب الفندق قد نصحني مشكورا بإستخدام الميترو الذي يقع على بعد مسافة قصيرة، حتى أنه اقترح علي إستخدام الباص أو الترام او (التروماي) بالمصري حتى محطة الميترو إن كنت لا أستطيع المشي، لكنني لم أشاء المغامة في مدينة لا أعرفها، وبصحبتي طفلتي الصغيرة.
 فوجئت عند وصولي بأن المسئولة عن الطلبة العمانيين و التي كان علي مقابلتها متواجدة في فرع الجامعة الذي يقع بالقرب من الفندق مباشرة، وهذا ما يجب على من ينوي السفر إلى ملبورن الانتباه له، بالتأكد من عنوان الكلية التي يدرس فيها فأغلب الجامعات لديها أكثر من مبنى موزعة على عدة أحياء، تمالكت نفسي في تلك اللحظة التي بلغ بي الغضب فيها مداه، ولكني لم أشأ أن أرهق أعصاب طفلتي أكثر مما هي مرهقة، فأخذت القطار من محطة شارع فلندرز الذي أرشدتنا إليه موظفة الجامعة بعد أن أخذنا جولة قصيرة في الشارع الذي يقع فيه مبنى الجامعة، إذ أن كلية الإدارة والمالية التي أنا بصدد الدراسة فيها تقع في هذا المبنى، حتى اتعود على المكان من حولي، للأسف لم أكن حينها أعلم باالترام السياحي المجاني الذي ينطلق من أمام الجامعة و يأخذ السياح في جولة مدتها نصف ساعة حول مركز المدينة، شبيه بباص السياح المجاني في أوروبا، فهذه فكرة جيدة لمن يريد استكشاف الأماكن و من ثم العودة إليها في وقت آخر، وإن كان بالامكان التوقف في كل محطة، و التجوال فيها ثم العودة للباص للإنتقال للمحطة التالية، على كل حال لم أكن سائحة، و سيكون لدي متسع من الوقت للتجول في ملبورن..وهو ماقمت به فعلا.

وجدت فرع لبنك الكومنويلث أمامي فدخلته، فتحت حساباً لايداع المبلغ الذي كنت قد أحضرته معي من عمان، خشية أن أتعرض للسرقة في هذا البلد المجهول بالنسبة لي تماما، كنت حريصة ألا أضع نفسي في مأزق، و أشمت فيني العذال، فقد كنت مدركة بأن الكثيرون ممن حولي كانوا يستنكرون علي هذا القرار بالسفر إلى نهاية العالم وحدي مع طفلتي، وإن لم يقلها أحد أمامي صراحة، خاصة وأن استراليا كانت حديثة العهد بإستقبال الطلبة الخليجين، وكان عدد العمانيين في ملبورن يعد على الأصابع.

Friday, October 7, 2011

شتاء في عز الصيف

المفاجئة الثالثة التي كانت بإنتظاري هي البرد القارص جدا جدا في هذا الوقت من السنة، والذي لم أكن قد حسبت له حسابا، كنت قد جئت من صيف عمان حيث تبلغ درجة الحرارة في هذا الوقت – منتصف يوليو- حوالي 48 درجة مئوية، بالنسبة لملبورن كان الوقت شتاءا وكان البرد قارصا إلى درجة انه سبب لابنتي صدمة، وبدأت تبكي بشدة، مما زاد الطين بلة أن جهاز التدفئة في الغرفة لم يكن يعمل عند وصولنا، لذا فإن تدفئة الغرفة أخذت منا بعض الوقت والسرير الذي لجأنا إليه طلبا للدفء كان شبيها بحوض ملئ بمياه مثلجة لشدة برودته، كنت قد بدأت أفقد أعصابي في المطار وزاد البرد من شدة غضبي وتوتري، وقد بلغ هذا الغضب ذروته عندما بدأت طفلتي في البكاء تحت وطأة البرد الذي لم يكن جسمها الصغير قد ألفه بعد، لم يكن أمامي من خيار فالوقت كان متأخرا جدا، ولم يكن بإستطاعتي إلا إنتظار شروق الشمس، بدأت العن نفسي لأنني لم أسمع كلام رئيسي في العمل الذي نصحني بالذهاب إلى بريطانيا القريبة، لكنني عاندت من منطلق أنني لا أحب أن يفرض علي أحد أيا كان كيف أسير حياتي، كما أنني و بالأمانة قلبتها في مخي، و قلت في نفسي بأن هذه قد تكون فرصتي الوحيدة في زيارة هذا الجزء من العالم، وبعثة سنة و نص كفيلة بأن تجعلني أجوب القارة الاسترالية، أنا التي أعشق السفر و التي لولا البعثة والتي جائتني عن طريق الخطأ أو الصدفة البحته وحدها، ما حلمت بالذهاب إليها، رغم كونها بالفعل كانت أحد أحلام حياتي الكثيييييييييييرة جدا.
في صباح اليوم التالي، استيقظت مبكرة كعادتي وجهزت لنفسي فنجان قهوة، إذ من حسن حظي أن المسئولين في الجامعة حجزوا لي شقة مؤثثة، وكان قرارا صائبا لأني لا أعرف كم من الوقت سيتطلب مني إيجاد مقر دائم للسكن ، الشقة تقع في مبنى صغير للشقق المفروشة، واختارتها الجامعة على مايبدوا لقربها من الحرم الجامعي في فوتسكري، ولكون أغلب الطلبة العرب يأتون مع علئلاتهم.

Friday, September 30, 2011

مطار ملبورن

خرجت للبحث عن السيارة التي كان من المفترض إرسالها لاستقبالنا من قبل الجامعة بناء على تأكيدات كل من مكتب التنسيق في مسقط، وقسم رعاية الطلاب الأجانب في جامعة فكتوريا الذي خاطبته مباشرة عن طريق البريد الإلكتروني تحسبا من الأ يقوم مكتب التنسيق في السلطنة بالوفاء بالتزامه، فوجئت بأن اسمي لم يكن في القائمة التي كانت بحوزة السائق الذي اعتذر عن إصطحابي لكونه يحمل تعليمات صريحة وقائمة واضحة بالطلبة الذين من المفترض نقلهم، لم أجد بدا من أخذ سيارة أجرة لتوصيلي للفندق الذي أخطرت من قبل الجامعة بانه قد تم حجز غرفة لي فيه، وأشكر الله على نعمة الأنترنت التي مكنتني من أخذ العنوان كاملا عن طريق موقع الفندق على الشبكة العالمية إضافة إلى خارطة تفصيلية توضح كيفية الوصول للفندق لأن السائق لم يكن متأكدا من المكان، وحمدت الله على إجادتي للغة الإنجليزية التي سهلت لي التفاهم مع موظفي المطاروسائق التاكسي، وحمدت الله بأنني لست خريجة ثانوية عامة صغيرة جاءت بمفردها، لا خبرة لها في السفر، ولم تخرج من قريتها يوما، كانت ستكون كارثة حقيقية، فقد كان الوضع حتى بالنسبة لي مخيفا، في هذه الساعة المتأخرة من الليل، في بلد لم ألفه، كنت بالفعل مرعوبة، لكنني تعودت أن أن أتصرف رغم الخوف عملا بنصيحة سوزان جيفرسن صاحبة كتاب (استشعر الخوف و تصرف رغما عنه)، وقلت في نفسي (بنت الرجال ماتخاف الرجال) اتوكلي على الله يا مره.

Tuesday, September 27, 2011

ملبورن

هبطت بنا الطائرة في مطار ملبورن الدولي بمدينة ملبورن عاصمة إقليم فكتوريا الجنوبية باستراليا، كانت ساعة المطار تشير إلى الواحدة صباحا، توجهنا على الفور إلى قسم الأمتعة لاستلام حقائبنا تلاحقنا كلاب الجمارك البوليسية المدربة على إختيار صيدها من سكان العالم الثالث، كانت آثار الحادي عشر من سبتمبر المشئوم مخيمة على مطارات العالم في ذاك العام 2001م، لذا كنت حذرة جدا في تنقلاتي وحريصة كل الحرص على الإلتزام بقوانين البلد التي أزور،  كنت قد قضيت أياماً و أنا أتصفح موقع دائرة الهجرة الإسترالية قبل سفري لأطلع على قوانين البلاد فيمايتعلق بما أستطيع إحضاره معي، كنت أمشي بخطى واثقة لإيماني التام بأنني قد أخذت كافة الإحتياطات الضرورية غير آبهة بالكلب الذي كان يدور حولي وبنظرات موظف الجمارك الذي طلب مني في الحال فتح حقائبي تحت إصرار الكلب على ملاحقتي، أصر الموظف على إستجوابي بعد أن فشل في العثور على أي ممنوعات في حقائبي، تبين في النهاية أن مادعى الكلب الظريف إلى الشك فينا هو بقايا رائحة تفاحة كانت في حقيبة يد ابنتي التي رافقتني في رحلتي هذه، فعلى الرغم من أننا تخلصنا من جميع المنتجات الحيوانية والنباتية تنفيذا لتعليمات طاقم الطائرة قبل الهبوط في مطار ملبورن، إلا ان الكلب الذكي استطاع تمييز رائحة التفاحة، كان موظفو الجمارك في حقيقة الأمر على قدر كبير من التفاهم، وكانت معاملتهم ممتازة بشكل عام مما خفف علي وقع الموقف.