Saturday, November 19, 2011

تااااااااابع

الموضوع يعتمد على الرغبة وحب الاكتشاف، الغريب في الأمر أنني رأيت الكثيرين يأتون إلى ملبورن و يغادرونها دون أن يتجولوا فيها، فتجد مشاويرهم لا تتعدى الجامعة، و السكن، و ربما الشارع القريب منهم، فهم لا يملكون الفضول و حب الاكتشاف على ما يبدوا، والبعض يتحجج بأنه لا يعرف، والآخر بأنه لا يملك صحبة و لا يحبذ بالتالي التجول وحده..

قليلون من لاحظت بأنهم يحاولون إكتشاف المدينة، و القليلون جدا من سافر خارج ملبورن، باستثناء من لديهم أهل أو أصدقاء في مدن مجاورة..

بالنسبة لي الأمر مختلف تماما، فأنا أحب جدا السفر و الترحال، يستهويني الاكتشاف، و المشي في شوارع المدن، أكثر ما أحبه هو العمارة، خاصة القديمة منها، أحب الكنائس و دور العبادة بشكل عام، و تمتلك ملبورن الكثير منها، وقد أتاح لي موقع الجامعة و توقيت محاضراتي الوقت الكاف للتسكع في شوارعها، و إكتشاف معالمها، حتى أصبحت خبيرة فيها، و تحولت بعد بضعة شهور إلى دليل سياحي للبنات، اللائي يشاركنني إهتماماتي – ولم يكن كثيرات - ...

لم تمض أسابيع حتى بدأت طالبات الدراسات العليا يتوافدن على ملبورن، و قد جعل وصولي المبكر و فضول الاكتشاف عندي، و شخصيتي المستقلة أن أسحب البساط من تحت الدكتور، و أتحول إلى زعيمة ومرشدة للطالبات اللائي كن يرسلن إلي من قبل الجامعة أو الطلبة العمانيين، و تحول بيتي في غضون أشهر إلى (البيت الكبير) الشبيه ببيت جدتي في الاجازات و المناسبات، فقد كان ملتقى للطالبات و أطفالهن، حتى أنني تبرعت بعد مدة أن أقوم بدور الجليسة لطفلة إحدى الزميلات، أثناء محاضراتها، وكان وجود طفلة في البيت في الحقيقة تجربة ممتعة، أشعرني وجودها بجو أسري افتقده، كما كانت طفلتي تتسلى بوجودهها ..

لكن بشكل عام كانت جميع الطالبات يأتين في البداية طلبا للمأوى أو النصيحة، لكن ما يلبثن أن يذهبن ولا أعود أراهن مرة ثانية، خاصة بنات البكالريوس، بسبب فارق العمر الذي بيننا، هذا فضلا عن أنني بطبعي إنتقائية جدا جدا في إختلاطي بالناس، وكانت شلتي الرئيسية تتكون من أربع سيدات، اخترتهن بعناية فائقة، كونهن متقاربات في السن تقريبا مني من جهة، وكونهن أيضا متقاربات فكريا معي و يشاركنني إهتماماتي، وما زلنا حتى يومنا هذا صديقات.
تتكون المجموعة من محاضرة في جامعة السلطان، ومهندسة من عمانتل، ومحاضرة من كلية التمريض، ومدرسة من وزارة التربية) اثنتان منهن جئن مع أسرهن و المكونة من الزوج وطفلة واحدة، و واحدة أخرى مثلي جاءت مع طفلتها)، لم يكن من بين الطالبات من عندها طفل ذكر، حتى من الطالبات اللائي لم يكن من ضمن مجموعتنا أو انضممنا إلينا في وقت لاحق، أو تعرفنا عليهن في مناسبات متفرقة..كان ذلك الموسم موسم الاناث، كما كنا نتندر به بيننا..فقد انضمت إلينا بعد مدة سيدة جاءت بصحبة اثنتان من بناتها واحدة في عمر ابنتي و الثانية أصغر بقليل..

No comments:

Post a Comment