Tuesday, February 7, 2012


لعل الرحلة الأجمل كانت رحلة التزلج على الجليد في منتجع MT Buller   للتزلج و القريب من ملبورن.
  تقيم الجامعة عدة رحلات خلال موسم الثلج الذي يكون قصيرا نسبيا في ولاية فكوريا (يوليو – سبتمبر) وهو كما تلاحظون يصادف فصل الصيف عندنا، أغلب هذه الرحلات تكون مشتركة، لكن من حسن حظنا نظمت الجامعة بناء على طلب من العائلات العمانية رحلة خاصة لنا، اشتركت فيها كل شلتنا تقريبا..

كون الجبل يبعد عن ملبورن مسافة ثلاث ساعات بالباص كان علينا الخروج في السادسة صباحا، وهذا يعني أن نكون في محطة الباصات في ذلك الوقت، لذا قررت الزميلات قضاء الليلة معنا في شقتنا المتواضعة، حتى يتسنى لنا مرافقة الدكنور و عائلته الكريمة في الصباح الباكر، حتى لا نضطر للتنقل لوحدنا في ذلك الوقت..

كانت تلك الليلة شبيهة بليلة العيد، حيث كانت التجهيزات قد بدأت مبكرا لشراء ملابس دافئة للأطفال، و أحذية خاصة للتزلج و ماشابه،
حن الأمهات اانهمكنا في إعداد الطعام الذي سنأخذه معنا للطريق، على الرغم من تأكيد المشرفين على توفر الوجبات في الباص، لكننا فضلنا أخذ كل الإحتياطات الضرورية للأطفال، كان من الصعب النوم تلك الليلة بتأثير (اللمة) و فرحة الصغار و قلق ما بعد الرحلة الذي ينتابني في كل مرة أقررفيها أن أذهب في مشوار صغير..

انتقلنا لمحطة الباصات بسيارة أجرة، حيث تفاجأنا بأن أغلب الحضور كان من العمانيين، كنا نحن (أمهات البنات) أغلبية شعرت وكأني في رحلة مدرسية بحق..توقف بنا الباص في منتصف الطريق لتناول وجبة الإفطار، الذي ما ان رأيناها حتى تنفسنا الصعداء لفكرة إحضار طعام من البيت، حيث كان الفطور عبارة عن كيك و كعك محلى وعصائر معلبة، وحين أخرجنا دلال الشاي بالزنجبيل، و غنجة المندازي و الشندويتشات و فاحت ريحة، قروص العسل تهافت علينا العمانيين مثل النحل، و كنا فخورين طبعا بعبقريتنا هذه، و بكلمات الإطراء على أطباقنا تلك..

خرجنا باكرا كما كان مخططا له، محملين بالحقائب و كأننا ذاهبون في رحلة طويلة، و قد تفاجأنا بأن كل ركاب الباص كانوا تقريبا من العمانيي، مما جعلها رحلة عمانية خالصة، و أغلب الركاب طبعا كانوا من الصغار أو بالأحرى الصغيرات، اللائي أثرن ضجة ما بعدها ضجة.

توقف بنا الباص في قرية صغيرة في منتصف الطريق للجبل لتناول الإفطار، وهنا إكتشفنا حكمة قرارنا بأخذ الطعام معنا، فقد كان الإفطار عبارة عن كيك و كعك محلى و عصير معلب، لذا عندما فتحت الباش مهندسة دلة شاي الكرك بالزنجبيل تهافت علينا الأخوة العمانيين من كل حدب وصوب، خاصة اؤلئك الذين تعودوا على شاي الصباح ولم يتسنى لهم ذلك اليوم، و شيئا فشيئا انتقل الجميع من طاولة إفطار الجامعة إلى سفرة الأمهات العمانيات العامرة بالمندازي و القروص و السندويتشات من كل شكل ونوع، كنا طبعا فخورين بعبقريتنا تلك، و أصبحنا بعد ذلك أهم أعضاء الفريق المشارك في الرحلة على الإطلاق، خاصة بعد إكتشاف الجميع المخزون الذي تحمله حقائبنا من فازلين، و ضمادات قطنية، و حبوب صداع، و فوط نظيفة وووووووووووو.

كانت الرحلة ممتعة بالنسبة للأطفال وحتى الكبار ممن لم يسبق لهم رؤية الثلج، مازالت رفيقات ابنتي يتذكرنها كلما جاء ذكر استراليا..كانت هذه الرحلة الوحيدة من تنظيم الجامعة التي شاركنا فيها..ولم يعكر صفوها إلا سوء تخطيط المنظمين بعدم طلب زلاجات كافية، حيث انقض الأطفال العمانيين على العدد المحدود الذي تم توفيره عن طريق الجامعة خلال دقائق، مما اضطر البقية إلى استئجار زلاجات من المنتجع، ولم أعرف بما أرد على المشرفة التي جاءت تشتكي من هذا الكم الهائل من الأطفال، الذين لم تدر حسب علمها من أين جاءوا، ولسان حالي يقول...عين الحسود فيها عود

No comments:

Post a Comment