Tuesday, March 6, 2012

هل انتن عمانيات؟


وأنا راجعة من السوبرماركت انصدمت بأكوام و طوابير من الأحذية و النعلان أمتدت على طول الممر الواصل بين شقتي وشقة الدكتور، كاد قلبي يسقط من الرعب، فالدكتور حسب علمي يقطن الشقة لوحده هذه الأيام، بعد أن رجعت عائلته قبل يومين بنية قضاء شهر رمضان المبارك في عمان، ياربي مالذي حدث..

وأنا أقف مكاني مذهولة وإذ بصوت جاء من خلفي ملقيا السلام بلهجة عمانية، و سألني: هل هذا المبنى الذي يقام فيه العزاء؟؟
عزاء!؟؟؟؟؟؟؟ و العياذ بالله عزاء من؟ ، نظر إلي الشاب مرتبكا قائلا: عزا والد الدكتور..ألا يقطن الدكتور هذه البناية؟
وهكذا تكشف لي سر طابور النعلان..و دخلت المطبخ على الفور لأعد دلة قهوة عماني من البن الذي اشتريته قبل أيام من دكان الرجل الباكستاني القريب من محطة ميترو فوتسكري بصحبة زوجة الدكتور..التي لم تعلم ولم أعلم بأن هذا البن سيستخدم في عزاء حماها..تغمدالله روحه و أرواح أمواتنا بواسع رحمته و مغفرته..
لم تكن دلة واحدة تكفي بالطيع..مما اضطرني إلى طلب العون من جاراتي العزيزيات اللائي بادرن على الفور بإرسال دلال القهوة وما توفر من فناجين مع أزواجهن..
ظل الشباب العمانيين و الخليجين يتوافدون على شقة الدكتور طوال ذلك اليوم نظرا لكونه عائدا إلى عمان ليحضر عزاء والده صباح اليوم التالي...
كنت على وشك إقفال الباب بعد دخول طفلتي التي كنت أرسلها بدلال القهوة لشقة الدكتور ليستلمها أحدهم منها عند الباب، عندما لمحت سيارة تقف عند مدخل البناية ما ان التقت عيني بعين السيدة التي كانت تنتظر في المقعد الأمامي المجاور للسائق، حتى وجدتها تلوح بي بحماس وجدته مبالع فيه..وأفزعني حقيقية مما جعلني أغلق الباب...
كانت إحدى الزميلات في زيارتي ذلك المساء، فلم أشعر إلا بالطرق على الباب وعندما فتحته وجدت تلك السيدة أمامي، كانت ملامحها تدل على أنها من من إحدى بلاد الشام إن لم تكن إنجليزية..لكنها ما  إن فتحت فاهها للكلام، حتى فغرنا نحن أفواهنا دهشة، فقد تحدثت لنا السيدة بلهجة عمانية قووووية جدا، وجدناها مضحكة بعض الشيء كونها لا تتناسب مع شكلها البتة، ظلت المسكينة تنظر إلينا غير مصدقة، و كأننا مخلوقات فضائية:  هل انتن عمانيات؟
نظرنا إلى بعضنا البعض ولم نعلق بفعل غراية الموقف ثم قلنا معا: نعم عمانيات..

سقطت المسكينة على الكنبة المجاورة و تنهدت بإرتياح: الحمدالله.....أخيرا وجدت أحد من بلدي أستطيع التحدث إليه..فهي كما عرفنا تقيم في حي راق في وسط المدينة – هذا يفسر عدم رؤيتها لعمانيين – و تدرس فس جامعة ملبورن – سبب آخر – كون جامعة ملبورن من الجامعات القوية جدا في فكتوريا و شروط القبول فيها صعبة للغاية، كما واجهت المسكينة مشاكل جمة مع المشرف على رسالة الدكتوراة اليهودي المتعصب، و هي الطالبة الوحيدة التي عرفتها تدرس هناك، وهذا قبل  تدشين كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والاسلامية في جامعة ملبورن.
كانت السيدة تنتظر زوجها في السيارة الذي جاء لتقديم العزاء للدكتور عندما لمحتني، اتصلت على الفور بزوجها طالبة منه أن يأخذ راحته في الجلسة مع الشباب......
كانت هذه بداية صداقتي مع الدكتورة التي أمتدت حتى هذا اليوم، و  عضوية جديدة للشلة التي كانت ستخسر عضو آخر العام بتخرج إحدى العضوات.....

No comments:

Post a Comment