Friday, October 7, 2011

شتاء في عز الصيف

المفاجئة الثالثة التي كانت بإنتظاري هي البرد القارص جدا جدا في هذا الوقت من السنة، والذي لم أكن قد حسبت له حسابا، كنت قد جئت من صيف عمان حيث تبلغ درجة الحرارة في هذا الوقت – منتصف يوليو- حوالي 48 درجة مئوية، بالنسبة لملبورن كان الوقت شتاءا وكان البرد قارصا إلى درجة انه سبب لابنتي صدمة، وبدأت تبكي بشدة، مما زاد الطين بلة أن جهاز التدفئة في الغرفة لم يكن يعمل عند وصولنا، لذا فإن تدفئة الغرفة أخذت منا بعض الوقت والسرير الذي لجأنا إليه طلبا للدفء كان شبيها بحوض ملئ بمياه مثلجة لشدة برودته، كنت قد بدأت أفقد أعصابي في المطار وزاد البرد من شدة غضبي وتوتري، وقد بلغ هذا الغضب ذروته عندما بدأت طفلتي في البكاء تحت وطأة البرد الذي لم يكن جسمها الصغير قد ألفه بعد، لم يكن أمامي من خيار فالوقت كان متأخرا جدا، ولم يكن بإستطاعتي إلا إنتظار شروق الشمس، بدأت العن نفسي لأنني لم أسمع كلام رئيسي في العمل الذي نصحني بالذهاب إلى بريطانيا القريبة، لكنني عاندت من منطلق أنني لا أحب أن يفرض علي أحد أيا كان كيف أسير حياتي، كما أنني و بالأمانة قلبتها في مخي، و قلت في نفسي بأن هذه قد تكون فرصتي الوحيدة في زيارة هذا الجزء من العالم، وبعثة سنة و نص كفيلة بأن تجعلني أجوب القارة الاسترالية، أنا التي أعشق السفر و التي لولا البعثة والتي جائتني عن طريق الخطأ أو الصدفة البحته وحدها، ما حلمت بالذهاب إليها، رغم كونها بالفعل كانت أحد أحلام حياتي الكثيييييييييييرة جدا.
في صباح اليوم التالي، استيقظت مبكرة كعادتي وجهزت لنفسي فنجان قهوة، إذ من حسن حظي أن المسئولين في الجامعة حجزوا لي شقة مؤثثة، وكان قرارا صائبا لأني لا أعرف كم من الوقت سيتطلب مني إيجاد مقر دائم للسكن ، الشقة تقع في مبنى صغير للشقق المفروشة، واختارتها الجامعة على مايبدوا لقربها من الحرم الجامعي في فوتسكري، ولكون أغلب الطلبة العرب يأتون مع علئلاتهم.

1 comment:

  1. أحسست بالبروده من تدوينتك
    الفرص الجميلة لاتأتي كل مرة فعلينا استغلالها
    وتعلم الجديد واكتشاف المزيد
    حفظك الله وابنتك وكل غالي ع قلبك
    لاتنسين تصورين لناالكنغر والكوالا ا
    ن استطعي مع هذه االاجواء المتجمدة
    :) رائعه ومبدعه انتي اختي حمده واصلي
    بالتوفيق والسعاده يارب
    استمتعي

    ReplyDelete