Wednesday, November 2, 2011

تابع

وبعد اشهر من وصولي انضممت إلى نبيل و الدكتور في العناية بالبنات العمانيات، التي كانت مسئولة الطلبة العمانيين ترسلهم لي
 المهم وعد الرجلان بأن يكونا في مكتب الجامعة بعد ربع ساعة فهما على بعد خطوات فقط كما ذكرا، امتدت تلك الربع ساعة إلى ساعة ولم يظهر الرجلان، وكانت طفلتي قد نامت على الكرسي من فرط الاعياء، فأشفقت على ما يبدو علينا السيدة و طلبت منا الذهاب للفندق و سترسلهم للقائنا هناك،وهكذا كان، جاء الرجلان بعد وصولنا للفندق بساعة.

كان رؤية عمانيين في هذه القارة النائية يعادل رؤية أحد أفراد اسرتي، فقد سررت بوجودهما بشكل كبير، شعرت بالأمان و الاطمئنان لمجرد معرفتي بوجودهما، فأنا بشكل عام سيدة لم أتعود الاعتماد على الغير في تسيير أموري (حرمة عن مية ريال) كما كات والدي رحمه الله يحب أن يقول مفاخرا بي أمام الناس، لكن يبقى للغربة رهبتها.

أرسل لي الدكتور زوجته و أولاده بعد لقائنا ذاك، حيث دعتنا الزوجة لتناول الغداء في شقتها المجاورة للفندق، فقبلت الدعوة على الفور وهو مالم أندم عليه أبدا، فقد أكلت ألذ بشباشة عمانية بسمك سلمون استرالي ، وما زال طعم السلمون ذاك حاضرا في ذاكرتي، وهذه دعوة للطلبة العمانيين هناك بأن يجربوا بشباشة السلمون، و مجبوس السلمون الاسترالي الطازج المتوفر بأسعار زهيدة هناك، في حين لا يتسنى أكله إلا من قبل(الراهين) عندنا.

الحقيقة أن السيدة كانت في غاية اللطف حيث عرضت علي الاهتمام بطفلتي حتى أنهي إجراءات تسجيلي بالجامعة و تهيئة السكن المناسب، و امتدت خدماتها إلى تعريفي بأماكن شراء أغراض المطبخ و المونة الغذائية الشبيهة بما نستخدم في عمان، مثل البهارات، والعيش البسمتي، والفول والحمص.....الخ

أخذتني أيضا لسوق الفيتناميين الشبيه بسوق السيب عندنا، حيث تتوفر الفواكه و الخضروات بأنواع لم أرى مثلها في حياتي، و باسعار تقل كثيرا عن أسعار المحلات الأخرى، كما يتوفر فيه السمك بجميع أنواعه، بما فيها الأسماء المجففة التي تشبه العوال و القاشع عندنا...

من حسن حظي أيضا أنها جائتني معها أيضا بالسكن، وهو أمر وجدته اشبه بالمعجزة، فلم تكن مسألة العثور على سكن بالأمر الهين، خاصة بالنسبة لذوي البشرات الحنطية أمثالي كما عرفت من الطلبة بعد ذلك، إذ يشتبه أصحاب المكاتب العقارية في كوننا هنود، والهنود غير مرغوب فيهم كمستأجرين، نظرا لتهربهم من دفع الإيجارات و إساءة إستخدام العقار، إضافة إلى عدم التزامهم بقوانين تنظيم العلاقة بين الملاك والمستأجرين.

2 comments:

  1. صباحووووه عسل
    بتشكرك على هذه الكمات الجميلة
    وسرد الذكريات ووضعها كاحلقات ممتعة
    للقارىء
    أرق التحايا قلبية

    ReplyDelete
  2. السلام عليكم
    مذكرات ممتعة...خمنت تاريخ وصولك هو عام 2002 وخروجك من ملبورن هو 2004 اليس صحيحا؟
    تأسفت لعدم رؤيتك والتعرف على شخصيتك الكريمة كما تعرفت على الكثير من العمانيين وبقية الطلاب العرب والمسلمين الاخرين
    تمنياتي الطيبة وان شاء الله الدكتوراه في ملبورن
    خالص دعائي

    ReplyDelete